الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ
سُورَة يُونُس [ مَكِّيَّة إلَّا الْآيَات 40 و94 و95 و96 فَمَدَنِيَّة
وَآيَاتهَا 109 أَوْ 110 نَزَلَتْ بَعْد الْإِسْرَاء ]
"الر" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ "تِلْكَ" أَيْ هَذِهِ الْآيَات
"آيَات الْكِتَاب" الْقُرْآن وَالْإِضَافَة بِمَعْنَى مِنْ "الْحَكِيم"
الْمُحْكِم
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ
أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ
عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ
أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ
عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ
"أَكَانَ لِلنَّاسِ" أَيْ أَهَلْ مَكَّة اسْتِفْهَام إنْكَار وَالْجَار
وَالْمَجْرُور حَال مِنْ قَوْله "عَجَبًا" بِالنَّصْبِ خَبَر كَانَ
وَبِالرَّفْعِ اسْمهَا وَالْخَبَر وَهُوَ اسْمهَا عَلَى الْأُولَى "أَنْ
أَوْحَيْنَا" أَيْ إيحَاؤُنَا "إلَى رَجُل مِنْهُمْ" مُحَمَّد صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَنْ" مُفَسِّرَة "أَنْذِرْ" خَوِّفْ "النَّاس"
الْكَافِرِينَ بِالْعَذَابِ "وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ" أَيْ بِأَنَّ
"لَهُمْ قَدَم" سَلَف "صِدْق عِنْد رَبّهمْ" أَيْ أَجْرًا حَسَنًا بِمَا
قَدَّمُوهُ مِنْ الْأَعْمَال "قَالَ الْكَافِرُونَ إنَّ هَذَا" الْقُرْآن
الْمُشْتَمِل عَلَى ذَلِكَ "لَسَاحِر مُبِين" بَيِّن وَفِي قِرَاءَة لَسَاحِر
وَالْمُشَار إلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ (3)
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ
"إنَّ رَبّكُمْ اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة
أَيَّام" مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا أَيْ فِي قَدْرهَا لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
ثَمَّ شَمْس وَلَا قَمَر وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُنَّ فِي لَمْحَة وَالْعُدُول
عَنْهُ لِتَعْلِيمِ خَلْقه التَّثَبُّت "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش"
اسْتِوَاء يَلِيق بِهِ "يُدَبِّر الْأَمْر" بَيْن الْخَلَائِق "مَا مِنْ" صِلَة
"شَفِيع" يَشْفَع لِأَحَدٍ "إلَّا مِنْ بَعْد إذْنه" رَدّ لِقَوْلِهِمْ إنَّ
الْأَصْنَام تَشْفَع لَهُمْ "ذَلِكُمْ" الْخَالِق الْمُدَبِّر "اللَّه رَبّكُمْ
فَاعْبُدُوهُ" وَحِّدُوهُ "أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" بِإِدْغَامِ التَّاء فِي
الْأَصْل فِي الذَّال
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ
وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ
وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
"إلَيْهِ" تَعَالَى "مَرْجِعكُمْ جَمِيعًا وَعْد اللَّه حَقًّا" مَصْدَرَانِ
مَنْصُوبَانِ بِفِعْلِهِمَا الْمُقَدَّر "إنَّهُ" بِالْكَسْرِ اسْتِئْنَافًا
وَالْفَتْح عَلَى تَقْدِير اللَّام "يَبْدَأ الْخَلْق" أَيْ بَدَأَهُ
بِالْإِنْشَاءِ "ثُمَّ يُعِيدهُ" بِالْبَعْثِ "لِيَجْزِيَ" يُثِيب "الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات بِالْقِسْطِ وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ
شَرَاب مِنْ حَمِيم" مَاء بَالِغ نِهَايَة الْحَرَارَة "وَعَذَاب أَلِيم"
مُؤْلِم "بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ" أَيْ بِسَبَبِ كُفْرهمْ
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ
مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ
ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ
مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ
ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْس ضِيَاء" ذَات ضِيَاء أَيْ نُور "وَالْقَمَر
نُورًا وَقَدَّرَهُ" مِنْ حَيْثُ سَيَّرَهُ "مَنَازِل" ثَمَانِيَة وَعِشْرِينَ
مَنْزِلًا فِي ثَمَان وَعِشْرِينَ لَيْلَة مِنْ كُلّ شَهْر وَيَسْتَتِر
لَيْلَتَيْنِ إنْ كَانَ الشَّهْر ثَلَاثِينَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَة إنْ كَانَ
تِسْعَة وَعِشْرِينَ يَوْمًا "لِتَعْلَمُوا" بِذَلِكَ "عَدَد السِّنِينَ
وَالْحِسَاب مَا خَلَقَ اللَّه ذَلِكَ" الْمَذْكُور "إلَّا بِالْحَقِّ" لَا
عَبَثًا تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ "يُفَصِّل" بِالْيَاءِ وَالنُّون يُبَيِّن
"الْآيَات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" يَتَدَبَّرُونَ
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ
"إنَّ فِي اخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار" بِالذَّهَابِ وَالْمَجِيء
وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان .
"وَمَا خَلَقَ اللَّه فِي السَّمَاوَات" مِنْ مَلَائِكَة وَشَمْس وَقَمَر
وَنُجُوم وَغَيْر ذَلِكَ "و" فِي "الْأَرْض" مِنْ حَيَوَان وَجِبَال وَبِحَار
وَأَنْهَار وَأَشْجَار وَغَيْرهَا "لَآيَات" دَلَالَات عَلَى قُدْرَته تَعَالَى
"لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ" لِقَوْمٍ يَتَّقُونَهُ فَيُؤْمِنُونَ خَصَّهُمْ
بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمْ الْمُنْتَفِعُونَ بِهَا
( معلومات الكتاب - عودة
إلى القرآن - فهرس القرآن ) |